دار ابن حزم

مؤلفات الرافعي تعلم الروح كيف تكون روحا، وتعلم النفس كيف تكون نفسا وبكلمة تعلم الإنسان كيف يكون إنسانا.. لا يذكر الرافعي إلا ونشعر بالرهبة من قلمه السامق، لا تلبث أن تلطفها نسائم من فيض أدبه. كان يأمل أن يكون من هذه الأمة لسانها العربي في هذه العجمة المستعربة، وأن يكون لهذا الدين حارسه وحاميه.

إن الحديث عن الخلافة في بلاد الأندلس يختلف عن تاريخ الأندلس فالخلافة فيها هي ما نهض به الأمويون هناك لرفع راية الإسلام، أما التاريخ فله روافد عديدة ومصبات كثيرة، منها نهوض الدويلات وسقوطها، وصعود الشخوص وهبوطها، وعجلة التاريخ في الأندلس كانت كتوابع الزلازل لها التأثير تلو التأثير، لذلك كتب المؤلف عن الخلافة وليس عن التاريخ تحية لعصر الخلافة وحسرة على سقوطها بين فكي الفتن والأهواء.